الفضاء الخارجي هو كل ما يحيط بنظام الكرة الأرضية، ويحتوي على الملابين من المجرات والكواكب والنجوم والمذنبات وغيرها من موجودات الفضاء التي يصعب على الإنسان حصرها، ولا يقتصر الفضاء الخارجي على هذه الأجسام والمجرات الفضائية، بل يشمل المسافات الهائلة التي تفصل بين الأجسام والمجرات، وتقول النظريات والفرضيات الحديثة : إن هذا الفضاء في اتساع مستمر ، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في قوله تعالى : والسماء بنينها بأييد وإنا لموسعون ﴾ [الذاريات : ٤٧] ومن الحقائق المرتبطة بهذا الخصوص أن الفضاء الخارجي لا يعرف منتهاه إلا الله.
وقد سعى الإنسان جاهدا إلى اكتشاف الكثير من الخصائص والمعلومات عن ذلك الكون العجيب الواسع؛ فاخترع المناظير العملاقة، والأقمار الاصطناعية والمركبات الفضائية؛ ليحصل على المزيد من المعلومات، ولكي يجري العديد من الدراسات والبحوث العلمية المتعلقة بالفضاء الخارجي؛ فاستطاع الوصول إلى الفضاء، واكتشف العديد من المجرات والأجرام السماوية التي تسير بدقة متناهية وفي مدارات خاصة، ولكن تظل المعلومات التي توصل إليها الإنسان عن الفضاء لا تساوي قطرات قليلة في ذلك الكون الفسيح المترامي الأطراف.
لقد أسهمت تكنولوجيا الفضاء في إيجاد الكثير من المعارف التي أفاد منها الإنسان، فهي لا تقتصر على الفضاء وما فيه فحسب، بل ترتبط بكوكب الأرض ارتباطا وثيقا؛ حيث تسهم في التنبؤ بالعديد من الكوارث والظواهر الطبيعية والتقلبات الجوية، كما تسهم في تطوير أنظمة الاتصالات اللاسلكية، وتطوير أنظمة البث التليفزيوني والإذاعي، ومن الاكتشافات المهمة لعلماء الفضاء اكتشاف طبقة الأوزون التي تحيط بالكرة الأرضية، وتحمي سطح الأرض من الأشعة الضارة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، والتي تلحق أضرارا بالغة بالإنسان والحيوان والنبات.
ومن حين إلى آخر، يتمكن علماء الفضاء من اكتشاف العديد من الكواكب والنجوم والمجرات والظواهر الكونية الجديدة، إلا أن الفضاء الخارجي ما زال لغرا جعل علماء الفضاء يقفون أمامه حيارى، فهو عالم يتسم بالعموض والأسرار الخفية اللامتناهية، وتعد ظاهرة الثقوب السوداء أكثر الظواهر الكونية عموضا؛ إذ على الكثير من الأسرار التي جعلت علماء الفضاء يشعرون بالدهشة، والتقوب السوداء هي أماكن في الفضاء الخارجي الواسع تمتاز بجاذبيتها القوية التي لا تسمح لأي شيء من الإفلات منها، بما في ذلك الضوء؛ وهكذا يظل الفضاء الخارجي بينة تحد، يختبر فيه البشر قدراتهم وإمكاناتهم العلمية والمادية المحدودة ليدركوا أن علمهم قاصر مهما بلغ من التطور، وأن وراء ذلك الكون الغامض خالقا عظيما مقتدرا حكيما، فسبحان الله القائل : (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)